أسرى فلسطينيون يرون تفاصيل مروّعة عن وحشية التعذيب داخل السجون الإسرائيلية


أسرى فلسطينيون يرون تفاصيل مروّعة عن وحشية التعذيب داخل السجون الإسرائيلية
صنعاء – سبأ: ليلى مالك
ملامح منهكة وأجسام هزيلة تكشف حقيقة ما تعرضوا له من تعذيب نفسي وجسدي، إلا أن الأسري الفلسطينيون قد خرجوا من سجون العدو الصهيوني، في صفقة التبادل الأخيرة، بقلوب ممسكة بحقيقة النضال، ومتفائلة بنتيجة التحرير، و متشبثة بعزيمة الانتصار الحتمي في نهاية المسار المقاوم.
تجاوز الأسرى الفلسطينيون، في صفقة “طوفان الأحرار” السجان الصهيوني بهامات تطاول عنان السماء، وبعيون شاخصة نحو الأمل، وبرئتين تشتم عبير الحرية، بعد أن كسرت المقاومة قيود السجان، إثر عامين من مواجهة جريمة الإبادة الجماعية من قبل عدو لا يعرف قلبه الرحمة، ومتخمة روحه بثقافة العنصرية والتعصب الديني الأعمى.
الإفراج عن نحو ألفي أسير من سجون العدو الصهيوني ، في صفقة التبادل الأخيرة، هي من ثمار حرب غير مسبوقة، شهد فصولها قطاع غزة، وتروي مشاهدها وتفاصيلها أنقاض الدمار وما تبقى من جدران ، والأراضي التي رُويت بدماء الشهداء من الشيوخ والنساء والأطفال والشباب، ليشهد الأسرى، ويشاهدوا النور مجددا، ويتنسموا عبق الحرية، في انتصار كتبه التاريخ للمقاومة الفلسطينية، من خلال أكبر صفقة تبادل أسرى..
ما تعرّض له الأسرى من تعذيب ومعاملات لا إنسانية في سجون العدو الإسرائيلي تمثل، بلاشك، دليل إثبات ووثيقة دامغة على وحشية ولا أخلاقية هذا العدو وهمجيته، وبالمقابل تعكس عظمة المقاومة الفلسطينية، لاسيما عندما نشاهد ما كان عليه حال أسرى العدو الاسرائيلي المحررين، والذين تجاوزا الأسر وهم بكامل عافيتهم ولياقتهم.
في هذا التقرير، رصدنا شهادات عدد من الأسرى المحررين ومعهم مؤسسات معنية بشؤونهم من عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية وغيرها.
التعذيب المستمر
أكدَّ مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، اليوم الأربعاء، أن أسرى غزة عادوا لديارهم كأشباحٍ هزيلة، ليبدؤوا رحلة علاجٍ طويلة لأجسادٍ أنهكها القهر والجوع والتعذيب”.
وقال المكتب، في بيان، إن عدد كبير من أسرى قطاع غزة الذين أفرج عنهم العدو الإسرائيلي خرجوا من سجون العدو بأجسادٍ منهكة، وبعضهم مبتورو الأطراف، وآخرون على كراسٍ متحركة، وقد بدت على وجوههم وأجسادهم علامات الإعياء الشديد والتجويع المتعمّد.
ونقل المكتب عن أسرى محررين أن الضرب بحقهم استمر لأربعة أيامٍ متواصلة، وُصفها سجّانو العدو بأنها “هدية قبل الإفراج عنهم”.
وأشار أحد الأسرى إلى أن “إدارة سجون العدو الإسرائيلي كانت تتعمد ضربه على موضع إصابته حتى انكسرت يده خمس مرات”.
كما كشفت شهادات حديثة عن أن بعض الأسرى خرجوا ليكتشفوا أنّهم فقدوا جميع أفراد أسرهم الذين استُشهدوا خلال الحرب الأخيرة على غزة، “ليجدوا أنفسهم أمام مأساة مزدوجة تجمع بين الألم الشخصي والفقد الوجودي”.
جرائم ضد الإنسانية
دخل الأصليّة الاعتقال بوزن 75 كيلوغراماً، وانخفض إلى 42 كيلوغراماً في إحدى مراحل احتجازه.
اسير آخر يروي كيف وصلوا إلى مرحلة الموت داخل سجن نفحة الصحراوي بسبب الإهمال الصحي المتعمد من إدارة السجن، موضحا أن التحسن في الظروف الذي شهدوه قبل الإفراج لم يكن بالمستوى المطلوب. معبرا عن فرحته بمشاهدة السماء لأول مرة بدون شبك بعد حرمان طويل، وفقا لقناة الجزيرة.
ويستعيد الدكتور سامر الحلبية من جانبه ذكرياته المريرة من 10 سنوات قضاها في السجن من أصل حكم بلغ 32 عاما، وفقا للمصدر عينه.
